نحن مع غزة
أهلا و سهلا بكم في مدونة أعلام الجزائر والتي أردنا من خلالها جمع تراجم وسير علماء الجزائر وفقهائها ومصلحيها ... فطبتم وطاب ممشاكم وتبوأتم من الجنة مقعدا ونرحب بنقدكم وتقييمكم وتقويمكم . . ::......... ..

الاثنين، 14 سبتمبر 2009

العلامة : ابن العنابي

بسم الله الرحمن الرحيم

العلامة : ابن العنابي
عائلته، ميلاده، وفاته

محمد بن محمود بن محمد بن حسين عًرف بابن العنابي أو بالعنابي. من أسرة علمية و دينية معروفة، إذ شغل جده الأكبر شيخ الإسلام (حسين بن محمد) الإفتاء الحنفي، و هو منصب مهم جدا في تلك الآونة، إذ كان يعد من أهم المناصب في السلم الاداري. كما كان جده الأدنى (محمد بن حسين) عالما حظي بالتقدير الكبير من علماء عصره. وًلد سنة 1189 / 1775 م.

عصره

عاصر الثورة الفرنسية و ما نتج عنها من أحداث مست جوانب متعددة من الحضارة الإسلامية، وعاصر في بلاده الجزائر اعتداءات خارجية كثيرة قام بها الإنجليز، الأمريكان، الفرنسيين و الإسبان و غيرهم.

تكوينه و شيوخه
نعرف البعض من شيوخه
محمد بن حسين (ت 1203):


و هو جده، قرأ عليه القرآن الكريم وأخذ عنه تفسير والده حسين شيخ الإسلام (ت 1150 / )، و بعض الفقه الحنفي، سمع عليه قطعة من صحيح البخاري، و أجازه.محمود بن محمد (ت 1236 /)


و هو أبوه، قرأ وحفظ على يديه القرآن الكريم، و مبادئ العربية. كما تلقى عنه الفقه الحنفي، و يروي عنه أيضاً صحيحَ البخاري قراءة وسماعاً لجميعه، وأجازه.علي ابن الأمين (ت 1235/ م):


أبو الحسن علي بن عبد القادر بن الأمين مفتي المالكية، العالم العلامة، المؤلف المشارك، المتفنن الفاضل. درس بالأزهر الشريف و أخذ عن علمائه وشيوخه.

أخذ عنه الفقه المالكي و الحديث الشريف " ... فقرأ عليه صحيح البخاري سماعا لبعضه وأجازة بسائر مروياته عن شيخه أبي الحسن علي بن العربي السقاط المغربي عن شيخه محمد بن عبد الرحمن الفاسي صاحب المنح البادية في الاسانيد العالية، كما أجازه في الكتب الستة و موطأ الأمام مالك، و كتب القاضي عياض وتلقى عنه بعض المسلسلات.
حمودة بن محمد المقايسي الجزائري (ت 1245/):

درس على علماء الجزائر ثم اتجه إلى مصر حيث انتسب إلى الأزهر الشريف وتتلمذ على علمائه وشيوخه، وأجازوه بمروياتهم وكتبهم ومنهم مرتضي الزبيدي و محمد الأمير الصغير و حسن العطار و محمد الدسوقي و حجازي بن عبد المطلب العدوي، كما أذنوا له بالتدريس هناك، ثم انتقل إلى تونس إلا ان مقامه لم يطل بها، فعاد إلى بلاده الجزائر واشتغل بالتدريس. و كان يعيش من صناعة المقايس (و هي الأساور المعروفة في الجزائر بـ 'المْقَايَسْ'، مفردها مَقْيَاسْ أو مقياسة) و منه نسبته المقايسي. و قد مات فقيرا في الجزائر. و قد جمع المقايسي أسانيده في ثبت خاص يرويه عنه تلميذه ابن العنابي.
أبو عبد الله محمد صالح الرضوي البخاري السمرقندي (ت 1263/):

الإمام العارف المحدث المسند،الرحال. ولد في سمرقند، و رحل إلى بخارى طلبا للعلم، ثم انتقل إلى الهند واليمن والحجاز وتونس والجزائر ومصر والمغرب الأقصى وأخذ عنه ورزق سعدا في التلاميذ وإقبالا عظيما أخذ عنه بحيث عنه في كل بلد ومصر أعيانه وكباره ، ثم سكن المدينة المنورة [فهرس الفهارس: 1 / 432] أجاز ابن العنابي بالصحيحين و الكتب الستة والموطأ وفقه الحنفية وبعض المسلسلات ودلائل الخيرات.أحمد بن الكاهية الحنفي (ت )


أجازه في القراءات.


موقفه من الاحتلال الفرنسي للجزائر

عايش الاحتلال الفرنسي للجزائر الذي سبقه خصار بحري لاإنساني دام ثلاث سنوات. فرأى و عايش كل ما يرافق أمثال هذع الأحداث من تقتيل إجرامي و تعذيب و طرد و نفي و تهديم للممتلكات و انتهاك للحرمات و تدنيس للمقدسات. حاول ما أمكنه إلزام قوات الاحتلال بما تقتضيه المعاهدة التي أمضاها الداي حسين و قائد قوات الاحتلال. إلا أن الاحتلال نفاه في الأخير بسبب موقفه من اغتصاب الاحتلال لأملاك الأوقاف.


وظائفه:

أما وظائفه فكان أولها منصب القضاء الحنفي, ولاه الداي أحمد باشا هذه الوظيفة بالإضافة إلى مهمة ثانية و هي الكتابة إلى باي تونس, ويختفي اسم ابن العنابيولا يعود إلا في عهد عمر باشا الذي كلفه (بسفارة للمغرب الأقصى) و بذلك (ينضح أن ابن العنابي لم يكن مجرد عالم بالفقه و ما إليه من علوم الدين, بل كان أيضا دبلوماسيا ناجحاً و خبيراً لشؤون الدول.و بعد هذه الفترة يكتنف حياته بعض الغموض, وقد أخذت وظيفة المفتي تتعرض إلى تقلبات خلال السنة الأولى من الاحتلال الفرنسي للجزائر. و قد أضحى ابن العنابي موضع شبهة من سلطات الاحتلال خاصة عندما أجبره كلوزيل على تسليم بعض المساجد لجعلها مستشفيات للجيش, و قد اتسمت لهجة ابن العنابي بالنقد للسلطات الفرنسية على خرقها للاتفاق الموقع بين الداي حسين باشا و الكونت دي بورمون مما جعل كلوزيل يضيق به ذرعاً, فاعتزم على وضع حد له, فتم إلقاء القبض عليه من طرف رجال الدرك و قادوه إلى السجن, كما أهينت أسرته بدعوى تدبير مؤامرة ضد الفرنسيين, و إعادة الحكم الإسلامي للجزائر ثم قرر كلوزيل نفيه من الجزائر في مهلة ضيقة, ولم يحصل له (حمدان خوجة) على مهلة عشرين يوما من أجل بيع أملاكه و تصفية ديونه إلا بصعوبة كبيرة, ثم ترك وطنه لآخر مرة قبل نهاية (1831 ميلادية) و انتهى إلى مصر, فأقام بالإسكندرية حيث ولاه محمد علي باشا وظيفة الفتوى الحنفية بهذه المدينة.


تدريسه و تلاميذه

وقد التف حول ابن العنابي تلاميذ و علماء من الأزهر بعد أن تصدر لتدريس الحديث و الفقه, فأجاز الكثيرين من تلاميذه في مصر و تونس و غيرهما, كما كانت له مراسلات كثيرة لكثرة مراسليه الذين يطلبون الرأي أو الفتوى أو الإجازة, أو غيرها من المراسلات الأدبية, كما اتسمت شخصيته بالروح الدينية و الفكر الاقتصادي, و السياسي, فكان له دوره الديني و السياسي, لعب دوره الأول و هو يباشر وظيفة الإفتاء و يتصدر للتدريس و يمنح الإجازات لتلاميذه و المعجبين بعلمه, أما الدور السياسي فيتمثل في صلته بدايات الجزائر و في موقفه من الاحتلال الفرنسي لبلاده, و هو الاحتلال الذي نفاه باعتباره عالماً منفياً لأسباب سياسية.

توفي ابن العنابي سنة 1851 ميلادية بمصر, وقد ترك العديد من المراسلات في العديد من المواضيع خاصة الدينية منها, وأشعارا, و كتبا, أهمها ( السعي المحمود في نظام الجنود), الذي قال عنه ابن العنابي (أن الأوروبيين نظموا جنودهم ليضروا بالإسلام و أهله, و أمام هذا الخطر الداهم, أصبح من المحتم على المسلمين أن يتعلموا منهم ما اخترعوه من صنائع و نظم) و هذا الكتاب مكون من أربعة عشر فصل, يتعلق بنظم الجيش و الأخذ بأسباب الحضارة


المراجع:
أبو القاسم سعد الله. ابن العنابي رائد التجديد الإسلامي. الشركة الوطنية للنشر و التوزيع، الجزائر، 1977 م.
عمر بن قينة. شخصيات جزائرية. الطبعة الأولى، 1983 م.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق